.. سـَــــرَابْ .. و أحـياناً أغـدو تَـنْهيــــدَة

الخميس، سبتمبر ٢٩، ٢٠٠٥

!..عـَلى قـَارعَـةِ الحَنـيْـنْ

.
.
...فيْ صَمتْ
،يَتَشَرنَقُ الوَقتُ بحلولِ الظَلامْ
يَختَبئُ فيْ مَجاهيلَ الخَليقَة، و يَتحوَلُ إلى رَذاذٍ لا يُرى إلا في هَيئَةِ
! مَاءِ مُتبخّرْ أو رَائحَةُ عطر مُتطَايرْ
.
.
،أجمَعُ الرَذَاذَ بينَ كَفَيْ
. أقبضُ عَليهِ مَحبوسَةً بخوفِ مُتَضخمْ
،أنفثُ فيهِ منْ بَقَايَا هواءٍ مُتجولٍ فيْ رئتيْ
بَقَايَا أحلامٍ مَنحوتةٍ فيْ قَلبيْ،و بَقايا أفكَارٍ يختَزنهَا تَجويفُ رَأسيْ
،يَالتلكَ النَفثَاتْ
أفرَغَتنيْ أو قَد أكونُ أفرغتُهَا منْ كَونٍ أحملهُ فيْ دَاخليْ
...و يَحملنيْ فيْ أحشائه
.
.
تَجريْ الدَقَائقُ مَجرَى نَهرٍ تَحتَزمُ بهِ الأرضُ
،منْ مَشرقهَا إلى مَغربهَا
يَتباطأُ بعدهَا كلّ شئ
،يُغمضُ الوقتُ عَينيهْ
،يَتوقفُ الضَوءُ
الهَواء، و الكَونُ أجمَعْ على حَوافِّ هُوَّةٍ سَحيقَة
.. تَفصلُ بينَ زَمن و أزمانٌ أخرى مَضَتْ و تَوغَلَتْ في مُضيِّهَا نَحوَ الأُفُقْ
.
.
..تنطفئُ الأرضُ للحظَاتْ لتدورَ إلى الورَاء
..حيثُ شخوصٍ و أيامٍ نَامَتْ و غَرقَتْ في سُبَاتٍ عَميقْ
...تَدورُ سَريعَاً
...سَريعَاً
،تَخلعُ عَنهَا أزمَانَاً مُتراكمَة
كأوشحَةِ احتَفَظَتْ بهَا عَجوز هَرمَة لتذكرهَا بعددِ
..الأحلامِ و السنونِ التي مَضَتْ
.
.
،أُسَابقَ الوَقتْ
، ألعَبُ بعَقَاربِ السَاعَةِ ذاتَ الأذيَالِ المُستدقَّة
،تلكَ المَغروسَة بينَ الأرقَامِ كَشَاهدٍ مَوتْ على قَبرِ السَاعاتْ
! الدقائقْ، الثوانيْ، و حتَى أشلاءِ الثَانيَة
،أرفَعُ نَظريْ عَنْ مصيَدَةِ الوَقتْ نَحوَ ألبومِ صوَرٍ يَفتَرشُ الأرضَ
..أُطلقُ فيْ قلبهِ حَمَامَةً بَيضَاء تَوسَدَتْ أهدَابيْ و ابتسَامَةٍ مُترهلَة مَسكَنهُا ثَغريْ المَشدوه
.
.
صورَة فوتوغرافيَّة 1
،أُقلبُ كَفَيْ على فَرَاغْ و خَجَلْ مَنقوشٍ كالحنَّاء
!...أكورهمَالأقبضَ عَلى الرذاذِ لكيْ لا يَطير بجَناحَيْ وَهمٍ و أملٍ كالسَرَابْ
،أنَا تلكَ الطفلة الصغيرَة ذاتِ الردَاءِ المُوشَّى بالحَنينْ
.. أطلُّ منْ صورةٍ بَاهتَة إلا منْ برَاءَتهَا
! مَا أجمَل الصُور، تُجمّدُ أزمَاناً و ذكريَاتْ و تَحملُ أعمَارَاً فَانيَةعَلى وريقَاتٍ مَصقولَة
.
.
صورَة فوتوغرافيَّة 2
،أشدو تَحتَ سُلمِ الخَوفِ
أتَذّكر أو أحَاولُ ذلكْ
.. أستَنشقْ الهَواءْ أو أحاولُ ذلكَ أيضَاً
،كَعيونٍ مَغروسَةٍ عَلى مُسَطحَاتِ جَسديْ
.أشعلُ التَوجسْ و أبقَى مُتَأهبَّة لهروبٍ أو انقضَاض ربمَا
! كُنتُ أمَارسُ لعبَة الإختبَاءِ حينَهَا
.
.
صورَة فوتوغرافيَّة 3
..أرجوحَة مَهجورَة تَتَدَثَّرُ بالصَدَأ و تُقَاومُ هَفهَفَةَ الريَاح
خَلفَهَا دَمُ الشَفَقْ فيْ مَشهَدِ انتحَارِ الشَمسْ عَلى دَكَّةِ غروبْ
،لُعبَة قُطنيَّة على الأرضْ
! مُلقَاة كَجَزيرَة ضَائعَة أصَابهَا تَيهٌ و شئٌ منْ دوارِ البَحر
.. غِصتُ فيْ تلكَ الصُوَر حتَّى شَعَرتُ بقَطراتِ البحرِ تَرسمُ خطوطِ ملوحَتهَا على وَجهيْ و أنَامليْ
.
.
صورَة تلوَ الأخرَى، تَحكينيْ، تُدمينيْ، تُشرذمنيْ
تَجمَعُ تَفاصيليْ ثمَّ تُنثرُنيْ عَلى خدّ غَيمَة أو جَدبِ أرضْ
! لا تَكتَرثْ سوى بإلقَائيْ، كُلمَّا تَذكرتُ عمريْ الذيْ صرتُ أتصَفَحَهُ في ألبومِ ذكرياتْ
.
.
.
(! صُوَرْ لا تُنشَرْ : ( سَأكتُمكِ ضِحكَة خَجولة فيْ سويدَاء القَلبْ
.
.
صُوَرْ نُشرَتْ : ( العُمرُ أرحَبْ منْ اختصَارهِ فيْ هَيئَةِ صُوَرْ، و لكنْ سَأظَلُّ أجمَعنيْ
،فيْ كلّ مَرَاحلِ عُمريْ أجمَعُنيْ، تَحسُبَاً لكهولةٍ مَشروخَة و مُتجَعدَّة
أُرطِبُهَا بلحَظَاتيْ المُجمَّدَة و ذكريَاتيْ المُوثقَّة معَ شخوصٍ
(.أحببتَهم و أحبونيْ فيْ أزمنَةٍ لا تَتكررُ أبدَاً
.
.

1 Comments:

إرسال تعليق

<< Home