.. سـَــــرَابْ .. و أحـياناً أغـدو تَـنْهيــــدَة

الخميس، أغسطس ٢٦، ٢٠٠٤

(2)..علـى شـفَا جُرْفٍ يبتلِعُ الأيام..

(بقية البوح)

.

.

بالأمس...

!كنتُ أُعلقَ على دُميتي أحلامي، كفساتين جديدة أُلبسها إياها كل يوم وفي بعض الأحيان كلّ دقيقة

كنتُ أُجلسها على نافذةِ خيالي، لِتُطلَ على أطفالِ الأماني لترى كم أمنيةٍ تمنيت، وكيف كبرت تلك الأمنيات

.أطلعتها على أسراري وتفاصيل عالمي الصغير،عالم مُتكَوِّرْ،على بياضِ مهْدِ روحي

!روحي التي بدأت تكبُر وتكبُر بتواطؤٍ مع الزمن ولكن في غفلةٍ مني
..
..رُبما اليوم
...!
...
!! اليوم

رُبما اليوم

.رأيتها على غير عادتها، تجلسُ وحيدة وهالةً من الحزنِ والصمت تلفها وتعتصرها

!استأذنتها بالجلوس أمامها، رغم صمتها وانشغالها عني أحسستُ بها وبكل ذلك البُخار الذي اختنق بهِ قلبها واغرورقتْ به عينيها

!كانت تلتحف بشالٍ من الصوف، ربما كان الصقيع والبرد الذي يسري في شرايينها أقسى من حرارة شمس فصل الصيف

.تحتضن دفتراً وقلماً يتراقص "كالطيرِ مذبوحاًِ من الألم" بين أصابعها

اقتربت..

اقتربت أكثر..

...((..نعم أرى بوضوحٍ الآن...........((كل عامٍ ولم يذكُر يومكِ هذا إلا انتِ، كل عامٍ والعُمْرُ يتمددُ في خلاياكِ يا

نعم انه يوم ذكرى خروجها للحياة، يومُ الصرخةِ الأولى والمُواجهةِ الأولى......

رفعت رأسها لتُحدِّقَ في وجهِ المرآة أمامها........

وكانت المُفاجأة

.....

..

!!كنتُ أنا

!كلَّ عامٍ وأنا هنا أزدردُ قالبَ عمري وحدي

!كلَّ عامٍ وأنا أحرُق ورقةً تفِّرُّ من دفترِ عمري

!كلَّ عامٍ وأنا أقرِضُ الدقائقَ قبل الساعات في انتظارِ كلمة....كلمةٍ واحدة فقط...لا أطمعُ سوى بكلمةِ " كلَّ عامٍ وأنتِ بخير "

!تُرى هل سيتذكرُها سِوايْ يوماً ما؟

!كشجرةِ صفصافٍ في وقتِ الخريف، تناثرت أوراقي على عَتَبةِ آخرِ حرف، ونفضتُ بقايا آمالي على أرضِ ورقة مُحترقة

رُبمــا : ( مرَّ ذلك اليوم، ولم يتذكرهُ أحدٌ سواي...رُبما لأنني أبتعدُ عنهُ قبلي وقبلَ ظِليْ وقبلَ أن يكتشفهُ أحدٌ حولي.....ربما أسقطتُّ ذلك اليوم من خارطةِ حياتي ومن وُريقاتِ التقويمِ السنوي، خوفاً من اكتشافِ من هُم حولي الازدياد والتُخمةٌ التي أصابت الرقمَ الذي (!يلتصقُ على خدِّ بطاقتي الشخصية

عندمــا : (أطفأتُ سنةً جديدةًً من تاريخِ عُمري، أطفأتُها وحدي....لأنهُ عمري أنا وحدي ولهذا أريُده وحيداً و لي وحدي.... رُبمـــــا هذا (!ما أريد

30/7/2004