.. سـَــــرَابْ .. و أحـياناً أغـدو تَـنْهيــــدَة

الأحد، مارس ٢٧، ٢٠٠٥

.
.
...فيْ أحشَاءِ صَبريْ، تولَدُ مَسَافاتٌ و تُورقُ قصصْ
.
.
! و فيْ أحشَاءِ قَلبيْ، تَفتَرسُنيْ المَسَافَاتُ و تَنتَحرُ القصصْ
.
.
.
(.حَيَاةٌٌ و مَوتْ.. يَتَأرجَحَانِ بينَ أمَلِ إنتظَار، و ألمِ نهَايَةٍ مُفجعَة)
.
.

الأربعاء، مارس ١٦، ٢٠٠٥

! فــيْ دَقــيـْقـَتــَيـْــنْ فـَــقََـــطْ

.
.
.
أملٌ يُضمدُ الشَهقة و يَمسَحُ أطرافهَا
.يُلاحقُ قطَراتَ الدَمعِ المُتجمعة على حدودهَا، يُلازمُ الصَمتَ و يحترمُ حضوره
،يُنفقُ الصَبر على دقَائقَ مسيره
،لعلَّهُ يُثني الجرحَ و يطوي استطَالته
لعلَّهُ يُقصِّرُ ثََوبَ الألمَ و يَسحبُ مَسافته..
،لعلَّهُ ينحنيْ احتراماً لكلِّ الضجَة التي أحدثهَا الزَمن
! و يهدئُ من رَوع المَكان بكلِّ الجنون الذي خَلَّفَه
ليتَ سَاعتي تصطادُ دقيقةً من خَارجِ الكون
،ليتهَا تَسحبني بعقاربها إلى بهوٍ أو حتى قَبوٍ من زَمنٍ آخر
أعيشُه أتأمله و أتألمُهُ، بكل أحداثه و أسقامه و أقنعته..
فقط تجربة..
،لعلِّي أجدُ قسوةً تُطأطئُ بوحيْ
، و سِحراً يرفعُ هَامتي
! لعلِّي أقعُ في حُضنِ حديقةٍ خضراء لا يُحالُ لونها إلى اصفرارٍقَطْ
.
.
!أَأُكمِل ؟
.
.
غَدَاً، كيفَ هو غداً..
كيفَ شكله..كيفَ ملامحه..
كيفَ هي تعرجاته و صَرخاته..
هل يحتضنُ بياضاً أم السَوادُ هَاجَمُه قبلَ أن أصلَ إليه ؟
هل يحملُ صورتي في مستقبله، أم مازلتُ في حقيبته المَنسية
و لم أولدُ في نظره و أحداثه بَعد ؟
.
.
في وجهِ المرآة رأيت
.
مَكياجُ الوجه و ألوانه، و كلُّ الأقنعة التي قد تُخفي نُدبَة الألم..
تظلُّ حائرة مُتجاسرةأمام مَسحةِ النفسِ الكسيرة و الروح الباكية..
من يَستطيعُ إلبَاسَ النَفسِ قناعاً يُوازي شَفافيتَهَا و وطَبيعَتهَا الهُلامية.
.من يمتلكُ أسرارَ المَهارة و الفنِ و الابتكار،
من يُصممُ لتلكَ النفسِ فُستاناً يجبُرُكَسرَهَا، و يَتفهمُ حُزنَهَا..
مَن لديهِ ترياقُ الأمَل، و انصيَاعُ البُؤس لأوامره..
أتلكَ الأحلامُ المُخلدة في مُخيلتنا؟
!أتلكَ الأشجارُ الوارفةِ بظلالهَا؟
!أم تلكَ الأيامُ التي تحملُ معهَا وَجَع المجهولِ، و ترقبَ المُستقبَل؟
،مَكياجٌ خَفيف، و حُزنٌ كَثيفْ يُطلُّ عليْ و على ملامحي كضيفٍ قلق
..لا يستطيعُ البَقاء و يأبى الذهَاب
! ما مَدى صُعوبةِ الجرح إن استَطالَ و نمَى كبُنيَان، لا كَناطحةِ سَحابْ
أفهَمُ منْ رأى الألم شَخصَاً يمُرُّ بجانبه أو يجلسُ مَعَهُ كلَّ يوم
!.أفهَمُ من يُمسكُ بالأملَ ليُلقمهُ لأفواهَ الآخرين و هو جائعٌ لا يستطيعُ مدَّ يده لإلقامِ نفسه فُتاتاً منه
كيفَ وصلتُ إلى هذه الفكرة.لا أدري و لكنَهَا تُعبرُ بصدق
! عن لحظاتٍ تُمارسني و لا أُمَارسُها بإرادَة
متى سَأنتَهي، متى، متى..متى.....متى.......متى
!..أُريدُ أن أعرفَ متى..فقط متى
.
.
روحيْ هيَ، و جسدي هوَ...
! ولكن في دَقيقتين تخلّت عنيْ الروحُ و نَبَذنيْ الجسد
،أراهُمَا في المرآة و لكن لا أشعُر بهما
!! لا أشعُرُ بـ " أنَا "
أرى تلكَ الأناملْ تُحاولُ ايقاظَ حواسِ الجسد، تلمَسهُ تارة و تضربهُ تارةً أخرى..
أرى تلكَ الدَمعاتُ التي أوقفهَا الزمن، لم تعُد قادرة على النزول و لا الرجوع..
رأيتُ الفزَعَ مُصورّاً على شاشتيْ تلكَ العينين..
،رأيتُ روحي في لحظةِ تخلٍّ عني
! تحومُ فوق رأسي و شئٌ منهَا عالقٌ في جوفِ جسدي أبى أن يخرج
،خوفٌ ممزوح بفَزع
،ارتجفَ جسدي كورقة خريفية نفضهَا الشجر
،عرقٌ يتفصد بكثافة، و كأنهُ الندى الموعود بمعانقةِ الصَبَاح
.
اغمَاءةٌ تقتربْ و تقتربْ و تَقتربْ...
.
،بحثتُ عن شئٍ مَا
.
،نعم، كانتْ " أنا " تبحثُ عن قطعةِ شوكولا
لتكُن مُرّة غامقة، ذَائبَة أو مُنتَهية الصلاحية..
!لا يَهُم، المهم شوكولا
! بينَ الحياة والموت، تشتهي " أنا " قطعةِ شوكولا
جُملَة تستدعي الغبَاء، ولكنهَا الحقيقة..
.كان ابتلاعُ القطعَة، ارتدادُ الروحِ و احساسُ الجسد..
تلاشت أعراضُ اللاوعيْ و جلسَ الوعيُ في مكَانه المُعتاد..
أحسستُ بالحياة، و النبضِ من جديد...
.
.
بدَأتُ أتنَفَس...
.
.
أتنفَسْ...
.
.
أتنفَسْ...
.
.
.
أتنفَسْ....
.
.
.
!.أ...تــــَ...نــَ.....فــَــ....ــــسْ
.
.
.
(!ذَرَةُ أُكــسجـينْ : ( كلُّ ذلكَ حَدَثَ في دقيقتين...كَانتَا كالسِتارِِ بينَ الحياةِ و الموت
.
.
(.شوكولا ذَائبَة : ( سَأحتفظُ بكِ و أقضمُكِ على مَهلْ، لكيْ لا تَحملُ سَاعتيْ دقيقتانْ على وَشكِ الإغماء